في خضم الاندماج السريع الذي تعيشه الفتيات في سنة أولى جامعة، وفي ظل الانفتاح الواسع في العلاقات والتعاملات اليومية، قد تقع كثير من الطالبات ضحايا لنوع جديد من الخداع العاطفي، ليس هو الحب النقي الذي تغنى به الشعراء، بل لعبة مموهة تحاك بخيوط من الكلام المنمق والاهتمام المصطنع.

 

اقرأ أيضا.. سنة أولى جامعة| أول سنة بعيد عن أهلك.. كيف تتأقلم؟

 

من هو هذا "الشاب المخادع"؟

هو ليس بالضرورة شابًا سيئ النية منذ البداية، لكنه يجيد التمثيل، يظهر لطفًا مبالغًا فيه، يتقن قراءة نقاط ضعف الفتاة الجديدة، ويعرف تمامًا ما تحتاج إليه نفسيًا في أولى أيامها داخل الحرم الجامعي، فيملأ هذا الفراغ بكلمات منمقة، ومبادرات رقيقة، ورسائل لا تنقطع، وكل ذلك لا لشيء سوى "للتسلية" أو "إثبات الذات" أمام أقرانه، لا عن حب حقيقي أو نية صادقة.

 

كيف يبدأ الأمر؟

عادة ما يبدأ بموقف عابر في المدرج أو على السلم، يتبعه اهتمام مفاجئ. يبدأ بالكلام عن المحاضرات، ثم عن الحياة، ثم عن الأسرة والطموحات حتى تجد الفتاة نفسها "مرتبطة عاطفيًا" بشخص لم يمنحها سوى صورة مثالية غير واقعية، وغالبًا، ما إن يحصل على ما يريده من اهتمام أو إعجاب، حتى يبدأ في التراجع، والاختفاء التدريجي، مسببًا جرحًا نفسيًا بالغًا.

 

لماذا الفتيات الجدد أكثر عرضة للخداع؟

الفتاة في عامها الجامعي الأول ما زالت تبحث عن ذاتها، عن موقعها في بيئة جديدة بالكامل، تحتاج إلى الأمان، إلى كلمة حانية، إلى من يشعرها بأنها مرئية في زحام الوجوه الجديدة، وهذا ما يدركه جيدًا "الشاب المخادع"، فيتقن لعبته النفسية، ويستغل ثغرات الثقة والانبهار الأولي بالجامعة.

 

كيف تحمين نفسك؟

  1. ثقي بعقلك قبل قلبك: لا تصدقي كل ما يقال، ولا تنبهري بالاهتمام السريع.

  2. راقبي أفعاله لا أقواله: الشاب الذي يقول ولا يفعل، هو نفسه الذي سيرحل لاحقًا.

  3. لا تتسرعي في منح الثقة: الصداقة الحقيقية تنمو مع الوقت، أما العلاقات السريعة غالبًا ما تحرق.

  4. استشيري من تثقين بهم: قد ترى صديقتك أو أختك ما لا ترينه بعينيك العاطفيتين.

  5. تذكري أنك لا تحتاجين إثبات ذاتك عبر علاقة: أنتِ كافية بذاتك، ومحترمة دون وساطة أحد.

 

هل كل الشباب هكذا؟

بالطبع لا،  لكن في بدايات التجربة الجامعية، ينبغي أن تكوني على قدر عالي من الحذر، فليس كل ابتسامة بريئة، وليس كل اهتمام نقي النية، هناك من يحب بصدق، لكنهم لا يبدأون علاقتهم بخداع ولا بالكلام المنمق السريع.

 

كلمة أخيرة لكِ

سنة أولى جامعة ليست فقط بداية تعليم، بل هي أيضًا بداية اختبار حقيقي للنضج العاطفي، لا تسمحي لأحد بأن يعبث بمشاعرك ويترك وراءه فراغًا، تحكمي في اختياراتك، ولا تجعلي من "الانبهار المؤقت" طريقًا للندم.